جزيرة تيومان

جزيرة تيومان: سياحة الطبيعة

شاطئ هادئ، ورمال ذهبية، ومياه صافية..تشكل هذه العناصر أحد أشهر صور ماليزيا لدى من يقرأ عنها أو يفكر في زيارتها، وهذا ليس غريباً على بلد يضم نحو 878 جزيرة، و سواحل تقدر بآلاف الكيلومترات وسط مناخ إستوائي.

خريطة لماليزيا توضح جزيرة تيومان، لانكاوي

تُعد ماليزيا أصلاً شبه جزيرة، وتتكون من منطقتين يفصل بينهما بحر الصين الجنوبي بمسافة 750 كيلومتر. وتقع شبه جزيرة ماليزيا في الغرب، وصباح وسرواك في الشرق على امتداد الساحل الشمالي والشمالي الشرقي لجزيرة بورنيو. ويمكن الوصول لماليزيا جواً من خلال خمس مطارات دولية أهمها مطار كوالالمبور الدولي، التحفة المعمارية الفريدة، الذي تصله معظم الرحلات الدولية، ومطار كوتشينج بولاية سراواك شرق ماليزيا، ومطار كوتاكينابالو في ولاية صباح وكلاهما يستقبل رحلات محدودة من كلٍ من سنغافورة وتايلاند وفيتنام وكوريا الجنوبية والصين. بالإضافة إلى مطار جزيرة بينانج الدولي ويستقبل رحلات من دول القريبة كهونج كونج وسنغافورة، وأيضا مطار جزيرة لنكاوى الدولي، كما يوجد في ماليزيا 36 مطاراً داخليا بما في ذلك مطار كوالالمبور القديم.

وفي هذا الموضوع جولة في بعض من أجمل جزر ماليزيا.

تيومان: سياحة الطبيعة

تُنسج الكثير من الأساطير حول هذه الجزيرة (العلامة الخضراء على الخريطة)، ومنها التي تحكي كيف أن إحدى الأميرات سُحرت بالمكان وحولت نفسها إلى جزيرة تيومان، وآثرت النزول إلى البحر على الذهاب إلى حبيبها. ويبدو أن الجزيرة تؤكد بعض من هذا السحر الذي تتمتع به!؛ فتتمتع بطبيعة أخاذة ومدهشة، وصُنفت الجزيرة منذ العام 1970 من قبل مجلة التايمز الأمريكية كواحدة من أفضل عشرة جزر في العالم، وتعززت تلك الشهرة بتصوير أحد أفلام هوليوود الشهيرة فيها وهو فلم ساوث باسفيك.

أحد شواطئ جزيرة تيومان في ماليزيا

ومنذ سنوات تزايد الاهتمام الرسمي والشعبي بجزيرة تيومان، وأصبحت قبلة سياحية عالمية خصوصاً أنها لا تبعد سوى ساعة طيران عن العاصمة كوالالمبور، كما يمكن الوصول إليها انطلاقاً من كوالالمبور براً إلى جوهر باور ثم ميناء ميرسنج في رحلة تستغرق أربع ساعات ومن هناك بالقوارب السريعة إلى تيومان في ساعة ونصف الساعة بأسعار ملائمة.

وتعتبر جزيرة تيومان الأكبر من بين 63 جزيرة أخرى في هذه المنطقة معظمها غير مأهول بالسكان، ولعل ذلك يفسر سر احتفاظ هذه الجزر بمقومات الطبيعة البكر، وبالإضافة إلى طبيعتها البكر فهي أكبر وأجمل جزر الساحل الشرقي لماليزيا، وتمتد بطول 20 كليو مترا وعرض 11 كيلومترا على هيئة مثلث قاعدته في الجنوب وقمته في الشمال.

ويمكن القول إن هذه الجزيرة، التي تتعرض دوماً إلى غسيل الامطار حيث تستقبل الأمطار باستمرار، هي درة السياحة الطبيعية بغاباتها الخضراء الكثيفة التي تكسو حتى قممها الشاهقة، والسواحل والرمال الذهبية والمياه الزرقاء الفيروزية الصافية التي ترى في أعماقها الأحياء البحرية، والأهم من ذلك أن سكان هذه الجزيرة كعادة أهل ماليزيا لا تفارق الابتسامة وجوههم مع طيب معاملتهم مما يُشعر السائح بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.

أين تذهب في تيومان؟

قارب مقابل قرية سلانج على أطراف جزيرة تيومان

يعتبر شهرا يوليو وأغسطس ذروة تدفق السائحين إلى تيومان، وهناك العديد من الأنشطة المتاحة تبدأ بالسباحة في المياه الفيروزية الصافية والغوص للتمتع بالحياة البحرية ومشاهدة الشعب المرجانية والأسماك الملونة، حيث يوفر أحد فنادق تيومان“برجايا تيومان” قارباً زجاجياً يؤمن للزوار فرصة اكتشاف أعماق البحار، إضافة إلى زيارة حول الجزيرة يتخللها وقفات للصيد والسباحة.

يُضاف إلى ذلك سياحة المغامرات والتجول في الغابات الكثيفة بهوائها النقي وأشجارها الباسقة ومشاهدة شلالات المياه القادمة من الجبال، ويوفر التجول في الغابات فرصة لمشاهدة الحياة البرية والحيوانات والطيور النادرة، كما يمكنك مشاهدة القرود وإطعامها الموز الذي تفضله خصوصا في أوقات الصباح حيث تتواجد أمام الأكواخ المنتشرة في الجزيرة

كما يوجد بالقرب من سواحل جزيرة تيومان حطام السفن الامريكية واليابانية التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية في معارك كانت ماليزيا طرفا فيها، ويمكن للزائر الغطس لمشاهدة حطام هذه السفن.

كما تنظم الفنادق والمنتجعات لنزلائها رحلات بحرية إلى عدد من الجزر غير المأهولة مثل سيري ولاباس بالقوارب السريعة، بالإضافة إلى رحلات حول الجزيرة مع التوقف في عدد من القرى والمنتجعات مثل جوارا وسلانج وتيك للراحة وتناول الوجبات والتمتع بجمال الطبيعة في رحلة تمتد من الصباح وحتى المساء.